فيما انطلق الله به أميرالـمؤمنين عمر من دقائق مقامات السلوك وشرح الصوفية كلامه ذلك في كتبهم
الاخلاص في العمل:
الحفاظ من حديث يحيي بن سعيد «عن محمد بن ابراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضی الله عنه يقول: إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْه»[1].
«قال بعض العلماء هذا الحديث ربع العلم»[2].
مالك «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ كَرَمُ الْمُؤْمِنِ تَقْوَاهُ وَدِينُهُ حَسَبُهُ وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ وَالْجُرْأَةُ وَالْجُبْنُ غَرَائِزُ يَضَعُهَا اللَّهُ حَيْثُ شَاءَ فَالْجَبَانُ يَفِرُّ عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَالْجَرِىءُ يُقَاتِلُ عَمَّا لاَ يَؤُوبُ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ وَالْقَتْلُ حَتْفٌ مِنَ الْحُتُوفِ وَالشَّهِيدُ مَنِ احْتَسَبَ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ»[3].
احمد بن حنبل «عنْ أَبِى الْعَجْفَاءِ السُّلَمِىِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ أَلاَ لاَ تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ فذكر الحديث بطوله إلى أن قال: وَأُخْرَى تَقُولُونَهَا لِمَنْ قُتِلَ فِى مَغَازِيكُمْ أَوْ مَاتَ قُتِلَ فُلاَنٌ شَهِيداً أَوْ مَاتَ فُلاَنٌ شَهِيداً وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ عَجُزَ دَابَّتِهِ أَوْ دَفَّ رَاحِلَتِهِ ذَهَباً أَوْ وَرِقاً يَلْتَمِسُ التِّجَارَةَ لاَ تَقُولُوا ذَاكُمْ وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ النَّبِىُّ - أَوْ كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله و سلم : مَنْ قُتِلَ أَوْ مَاتَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ فِى الْجَنَّةِ»[4].
احمد بن حنبل «عَنْ أَبِى فِرَاسٍ قَالَ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلاَ إِنَّا إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ ظَهْرَيْنَا النَّبِىُّ صلی الله علیه و آله و سلم وَإِذْ يَنْزِلُ الْوَحْىُ وَإِذْ يُنْبِئُنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ أَلاَ وَإِنَّ النَّبِىَّ صلی الله علیه و آله و سلم قَدِ انْطَلَقَ وَقَدِ انْقَطَعَ الْوَحْىُ وَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا نَقُولُ لَكُمْ مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْراً ظَنَنَّا بِهِ خَيْراً وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ لَنَا شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ أَلاَ إِنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَىَّ حِينٌ وَأَنَا أَحْسِبُ أَنَّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ يُرِيدُ اللَّهَ وَمَا عِنْدَهُ فَقَدْ خُيِّلَ إِلَىَّ بِآخِرَةٍ أَلاَ إِنَّ رِجَالاً قَدْ قَرَءُوهُ يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ النَّاسِ فَأَرِيدُوا اللَّهَ بِقِرَاءَتِكُمْ وَأَرِيدُوهُ بِأَعْمَالِكُمْ»[5].
أبوطالب «قال عمر بن الخطاب أفضل الاعمال اداء ما افترض الله عزوجل والورع عما نهي الله تعالى عنه وصدقُ النية فيما عند الله عزوجل »[6].
أبو طالب «عن سعد بن أبي بردة عن كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الاشعري انه من خَلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس ومن تزيّن للناس بما يعلم الله تعالى فيه غير ذلك نساه الله عزوجل فما ظنك؟»[7].
أبوطالب «عن عمر أنه قال: لقد خشينا أن يدخلنا خوف الرياء في تسعة اعشار الرياء فسّره أبوطالب قال: يعني بذلك انه ترك كثيرا من الاعمال خشية دخول الرياء وذلك دخولٌ في الرياء بترك الاعمال من اجل الرياء»[8].
الـمراقبة:
مسلم في حديث جبرئيل «عن عمر أن السائل قال: مَا الإِحْسَانُ فَقَالَ النَّبي: الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»[9].
الاستقامة:
أبوطالب «كان عمر إذ تلا قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ﴾ [فصلت: 30]. يقول: قد قالها ناس ثم رجعوا فمن استقام على أمر الله في السرّ والعلانية والعسر واليسر ولم يخف في الله لومة لائم، وقال مرةً: استقاموا واللهِ لِربهم ولم يروغوا روغان الثعالب»[10].
الصبر:
الغزالي «وجد في رسالة عمر رضی الله عنه إلى أبي موسى الاشعري عليك بالصبر واعلم ان الصبر صبران، أحدهما أفضل منه الصبر في الـمصائب حسنٌ وافضل منه الصبر عما حرم الله تعالي، واعلم ان الصبر ملاك الايمان وذلك لأن التقوى افضل البر والتقوى بالصبر»[11].
الغزالي «كان عمر رضی الله عنه يقول: نعم العِدلان ونعمت العلاوة للصابرين يعني بالعدلين الصلاة والرحمة وبالعلاوة الهدي أشار إلى قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧﴾ [البقرة: 157]»[12].
الشكر:
أبوعمر «روي عن عمر أنه قال في انصرافه من حجته التي لم يحج بعدها الحمد لله ولا إله إلا الله يعطي من يشاء ما يشاء لقد كنت بهذا الوادي يعني ضجنان ارعي ابلاً للخطاب وكان فظاً غليظا يتعبني إذا عملت ويضربني اذا قصّرت وقد اصبحت وامسيت وليس بيني وبين الله أحد اخشاه ثم تمثّل:
لا شیئ ممـا ترى تبقي بشاشـته |
|
يبقي
الالـه ويؤدي الـمال والولـد |
لم
تـغن عن هرمـز يـوماً خزانتـه |
|
والخلد
قد حاولت عادٌ فما خلدوا |
ولا
سليـمان إذا تجري الرياح لـه |
|
والانـس
والجـن فيما بينـها يـرد |
أين
الـمـلوك التـي كانـت بعـزتـها |
|
مـن
كـلّ اوبٍ اليــها
وافـدٌ يفـد |
حـوضٌ
هنـالك مـورودٌ بلا كذبٍ |
|
لا
بـُدّ من ورده يومـاً كمـا
وردوا»[13]. |
الغزالي «قال عمر ما ابتليت ببلاء الا كان لله عليّ فيها اربع نعم اذ لم تكن في دیني واذ لم تكن اعظم منها واذ لاكن أُحرَم الرضي فيها واذ ارجو الثواب عليها»[14].
الخوف من عذاب الآخرة:
أبوعمر «روينا عن عمر أنه قال حين احتضر ورأسه في حجر ابنه عبدالله شعر:
ظلومٌ
لنفسي غير اني مسلم |
|
اصلـي الصلاة كلها واصـوم[15]. |
البخاري «عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ - وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَئِنْ كَانَ ذَاكَ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهْوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهْوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ. قَالَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّ بِهِ عَلَىَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِى بَكْرٍ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَىَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِى، فَهْوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِى طِلاَعَ الأَرْضِ ذَهَبًا لاَفْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عزوجل قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ»[16].
الغزالي «لـما قرأ عمر ﴿إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ ١ وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ ٢ وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ ٣ وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ ٤ وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ ٥ وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ ٦ وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ ٧ وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ ٨ بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ ٩ وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ ١٠﴾ [التکویر: 1-10]. خرّ مغشیا علیه»[17].
الغزالی «مرّ عمر یوما بدار انسان وهو یصلّی ویقرأ سورة الطور فوقف یستمع قلمّا بلغ قوله: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَٰقِعٞ ٧﴾ [اطور: 7]. نزل عن حماره واستند إلى حائط فمكث زماناً ورجع إلى منزله ومرض شهراً يعودونه الناس ولا يدرون ما مرضه»[18].
الخوف من العقوبة في الدنيا:
احمد بن حنبل «عَنْ فَرُّوخَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُمَرَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَرَأَى طَعَاماً مَنْثُوراً فَقَالَ مَا هَذَا الطَّعَامُ فَقَالُوا طَعَامٌ جُلِبَ إِلَيْنَا. قَالَ بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ وَفِيمَنْ جَلَبَهُ. قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ قَدِ احْتُكِرَ قَالَ وَمَنِ احْتَكَرَهُ قَالُوا فَرُّوخُ مَوْلَى عُثْمَانَ وَفُلاَنٌ مَوْلَى عُمَرَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَدَعَاهُمَا فَقَالَ مَا حَمَلَكُمَا عَلَى احْتِكَارِ طَعَامِ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَشْتَرِى بِأَمْوَالِنَا وَنَبِيعُ. فَقَالَ عُمَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم يَقُولُ: مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالإِفْلاَسِ أَوْ بِجُذَامٍ. فَقَالَ فَرُّوخُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُعَاهِدُ اللَّهَ وَأُعَاهِدُكَ أَنْ لاَ أَعُودَ فِى طَعَامٍ أَبَداً وَأَمَّا مَوْلَى عُمَرَ فَقَالَ إِنَّمَا نَشْتَرِى بِأَمْوَالِنَا وَنَبِيعُ. قَالَ أَبُو يَحْيَى فَلَقَدْ رَأَيْتُ مَوْلَى عُمَرَ مَجْذُوماً»[19].
الخوف من الطبع:
الغزالي «قال عمر رضی الله عنه : الطابع متعلق بقائمة العرش فإذا انتهكت الحرمات واستحلت الـمحارم ارسل الله الطابع فطبع علي القلوب بما فيها»[20].
الهيبة من الله عزّ وجل:
الغزالي «أخذ عمر يوماًتبنةً من الأرض قال: يا ليتني كنت هذه التبنة يا ليتني لم تلدني امي»[21].
الجمع بين الرجاء والخوف:
الغزالي «قال عمر: لو نودي ليدخل النار كل الناس الا رجلاً واحداً لرجوت أن أكون انا ذلك الرجل ونودي ليدخل الجنة كل الناس الا رجلاً واحداً لخشيت أن أكون انا ذلك الرجل»[22].
علامة الخوف من الله عزّ وجل:
الغزالي «قال عمر رضی الله عنه : من خاف الله لم يشف غيظه ومن اتقي الله لم يصنع ما يريد ولو لا يوم القيامة لكان غير ما ترون»[23].
العبودة من غير خوف ولا رجاء:
أبوطالب «قال عمر رحم الله صهيباً لولم يخَف الله لم يعصه قال أبوطالب يعني ترك الـمعاصي للمحبة لا لخوف ولا لرجاء»[24].
فوائد الزهد:
الغزالي «قال عمر: الزهادة في الدنيا راحة القلب والجسد»[25].
الآفات الـمتولدة من جمع المال:
أبو طالب، «مرّ عمر ببيت عالٍ فقال: أبت الدراهم الا أن تُخرج رؤسها»[26].
الـمحاسبة:
الغزالي «قال عمر: حاسِبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا وزِنوها قبل ان توزنوا وتأهّبوا للعرض الاكبر»[27].
الغزالي «كتب عمر إلى أبي موسى الاشعري حاسب نفسك في الرخاء على حساب الشدة»[28].
الغزالی «قال عمر لكعب الاحبار: كيف تجدنا في كتاب الله تعالى؟ قال: ويل لديان الأرض من ديان السماء فعلاه بالدرة وقال: الا من حاسب نفسه فقال كعب: والله يا أميرالـمؤمنين انها إلى جنبها في التوراة وما بينهما حرفٌ الا من حاسب نفسه»[29].
رؤية التقصير في العمل:
البخاري «عن أبي بردة عن عامر ابن أبي موسي قَالَ لِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ هَلْ تَدْرِى مَا قَالَ أَبِى لأَبِيكَ قَالَ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَإِنَّ أَبِى قَالَ لأَبِيكَ يَا أَبَا مُوسَى، هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلاَمُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ، وَجِهَادُنَا مَعَهُ، وَعَمَلُنَا كُلُّهُ مَعَهُ، بَرَدَ لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ فَقَالَ أَبِى لاَ وَاللَّهِ، قَدْ جَاهَدْنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم وَصَلَّيْنَا، وَصُمْنَا، وَعَمِلْنَا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ عَلَى أَيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ. فَقَالَ أَبِى لَكِنِّى أَنَا وَالَّذِى نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ شَىْءٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا رَأْسًا بِرَأْسٍ. فَقُلْتُ إِنَّ أَبَاكَ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَبِى»[30].
التوكل:
احمد بن حنبل «عن أبي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِىَّ يَقُولُ سَمِعَ عُمَرُ بْن ُ الْخَطَّابِ يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ نَبِىَّ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم يَقُولُ: لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً»[31].
التسبب بالاسباب مع اثبات التوكل:
مالك في قصة سرغ[32]حين استقر رأي عمر علي الرجوع من الشام من اجل الوباء قال أبوعبيدة: «أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا مُخْصِبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصِبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟»[33].
لاردّ ولا كد:
احمد بن حنبل «عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ كَانَ النَّبِىُّ صلی الله علیه و آله و سلم يُعْطِينِى الْعَطَاءَ فَأَقُولُ أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّى حَتَّى أَعْطَانِى مَرَّةً مَالاً فَقُلْتُ أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّى فَقَالَ النَّبِىُّ صلی الله علیه و آله و سلم : خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ»[34].
نفي الارادة:
أبوطالب «روينا عن عمر بن الخطاب أنه قال: لا ابالي على أىّ حالٍ اصبحت من شدة ورخاءٍ»[35].
فضل الاُخوّة في الله عزوجل :
أبوطالب «عن عمر وابنه دخل لفظ أحدهما في الآخر لو أن عبدا صفّ بين قدميه عند الركن والـمقام يعبد الله عزوجل عمره يصوم نهاره ويقوم ليله ثم لقى الله عزوجل وليس في قلبه موالاةٌ لاولياء الله عزوجل ولا معاداةٌ لاعدائه لـما نفعه ذلك شيئاً»[36].
أبوطالب «عن عمر أن احدهم ليشيب في الاسلام ولم يوال في الله وليا ولم يعاد فيه عدواً وذلك نقصٌ كبير»[37].
أبوطالب «قال عمر بن الخطاب: ما اعطي عبدٌ بعد الاسلام خيراً من اخٍ صالحٍ»[38].
أبوطالب «قال عمر: إذا رأى أحدكم وُدّ أخيه فليتمسّك به فقَلّ ما يصيب بذلك»[39].
ترك التفوق علی الاخوان:
أبوطالب «اتت بُرودٌ من اليمن إلى عمر بن الخطاب فقسمها بين أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بردا برداً ثم صعد الـمنبر يوم جمعة فخطب الناس في حلةٍ منها والحلة عند العرب ثوبان من جنس واحدٍ وكان ذلك من أحسن زيّهم فقال: الا اسمعوا ثم وعظ الناس فقام سلمان فقال والله لا نسمع والله لا نسمع قال: وما ذلك؟ قال: انك اعطيتنا ثوباً ثوباً ورُحت في حلةٍ فقد تفضلت علينا بالدنيا فتبسّم ثم قال عجلت يا أبا عبدالله رحمك الله اني كنت غسلت ثوبي الخلِق فاستعرت برد عبدالله بن عمر فلبسته مع بردي فقال سلمان: الآن نسمع»[40].
استكشاف عيوبه من اخوانه:
أبوطالب «روى أن عمر خطب الناس فقال انشد الله عبداً اعلم فيَّ عيباً الا أخبرني به فقام شابٌ فقال فيك عيبان اثنان فقال: وما هما -رحمك الله-؟ قال تذيل بين بردين وتجمع بين الادامين قال: فما ذيل بين بردين وما جمع بين ادامين حتى لقى الله عزوجل »[41].
قبول قول الناصح وان شدّد:
أبوعمر «قسم عمر الـمال الذي بعث إليه أبوموسى وكان الف الف درهم وفضلت منه فضيلةٌ فاختلفوا عليه حيث يضعها فقام خطيباً فحمد الله و اثنى عليه فقال: يا أيها الناس قد بقيت لكم فضلةٌ بعد حقوق الناس فما تقولون فيها؟ فقام صعصعة بن صوحان وهو غلام شابٌ فقال يا أميرالـمؤمنين انما يشاور الناس فيما لم ينزل الله فيه قرآناً واما ما انزل الله به القرآن ووضعه مواضعه فضعه في مواضعه التی وضع الله فيها فقال صدقت أنت مني وأنا منك»[42].
السهروردي «قال عمر -في مجلس فيه الـمهاجرون والانصار-: ارأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ماذا كنتم فاعلين فسكتنا فقال ذلك مرتين أو ثلاثاً لو ترخصت لكم في بعض الأمور ماذا كنتم فاعلين قال بشر بن سعدٍ لو فعلت ذلك لقوّمناك تقویم القدح فقال عمر أنتم اذاً انتم»[43].
الـملاطفة مع الاخوان:
الغزالي «لقي ابوعبيدة عمر بن الخطاب فصافحه وقبّل يده وانتحبا يبكيان»[44].
السهروردي «أن عمر سابق زبيراً فسبقه الزبير فقال سبقتك ورب الكعبه ثم سابقه مرةً أخرى فسبقه عمر فقال سبقتك ورب الكعبة»[45].
ترك المجاورة عند خوف الفتنة:
الغزالي «كتب عمر إلى عماله مروا الاقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا»[46].
حفظ انفاس المشايخ:
أبوطالب والغزالي «كتب عمر إلى امراء الاجناد احفظوا لـما تسمعون من الـمطيعين فانهم يتجلي لهم أمورٌ صادقةٌ»[47].
حب النبي صلی الله علیه و آله و سلم :
الـمحب الطبري «عن عبدالله بن هشام قال: كنا عند النبي صلی الله علیه و آله و سلم وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطاب قال له عمر يا رسول الله أنت أحب إليّ من كل شئ الا نفسي فقال النبي صلی الله علیه و آله و سلم والذي نفسي بيده لا تكون مؤمنا حتى أكون احب اليك من نفسك فقال له عمر فانه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : الآن يا عمر»[48].
حفظ الله الـمؤمن اذا صدقت نيته:
أبوبكر «عن عاصم بن عمر قال: كان عمر يقول يحفظ الله الـمؤمن كان عاصم بن ثابت بن الافلح نذر ان لا يمسّ مشركاً ولا يمسه مشركٌ فمنعه الله بعد وفاته[49] كما امتنع منهم في حیاته»[50].
الصدق في الاحوال والكذب فيها:
أبوبكر «عن حجير بن ربيعة قال قال عمر: ان الفجور هكذا وغطي رأسه إلى حاجبيه ألا ان البر هكذا وكشف رأسه معناه ان الحال الصادقة لا يزال كل حينٍ يتزايد آثارها والحال الكاذبة كل حين يتناقص آثارها»[51].
تفاوت مراتب الاعمال بحسب تفاوت الاحوال:
احمد بن حنبل «عَن فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم يَقُولُ: الشُّهَدَاءُ ثَلاَثَةٌ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الإِيمَانِ لَقِىَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللَّهَ حَتَّى قُتِلَ فَذَلِكَ الَّذِى يَرْفَعُ إِلَيْهِ النَّاسُ أَعْنَاقَهَمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله و سلم رَأْسَهُ حَتَّى وَقَعَتْ قَلَنْسُوَتُهُ أَوْ قَلَنْسُوَةُ عُمَرَ - وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الإِيمَانِ لَقِىَ الْعَدُوَّ فَكَأَنَّمَا يُضْرَبُ جِلْدُهُ بِشَوْكِ الطَّلْحِ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ هُوَ فِى الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الإِيمَانِ خَلَطَ عَمَلاً صَالِحاً وَآَخَرَ سَيِّئاً لَقِىَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللَّهَ حَتَّى قُتِلَ فَذَلِكَ فِى الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ»[52].
لبس الـمرقع:
مالك «عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ وَقَدْ رَقَعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِرُقَعٍ ثَلاَثٍ لَبَّدَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْض»[53].
در كشف الـمحجوب مذکور است از عمر میآرند که گفت بهترین جامهها آن بود که مؤنة او سبکتر باشد[54].
الشفقة علی خلق الله:
أبوالليث روي الشعبي «عن عمر أنه قال: ان الله تعالى لا يرحم على من لا يرحم ولا يغفر لـمن لا يغفر ولا يتوب على من لا يتوب»[55].
الوجد:
«تقدم أن عمر مرَّ بدار انسانٍ وهو يصلي ويقرأ سورة الطور فوقف يستمع...»[56].
الغلبة:
وهي قسمان، غلبة وجدان معني وغلبة داعيةٍ الهية.
أبوعمر «قال عمر لأخيه زيد يوم أحد خذ درعي قال اني أريد من الشهادة ما تريده فتركاها جميعاً»[57].
الكلاباذي «غلب على عمر رضی الله عنه حمية الاسلام حين اعترض على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لـما ان أراد ان يصالح الـمشركين عام الحديبية فوثب حتى أتى أبوبكر رضی الله عنه قال: أليس برسول الله! قال: بلي قال ألسنا بالـمسلمين؟ قال: بلي قال أليسوا بالـمشركين؟ قال: بلى قال: فعلي ما نعطي الدنية في ديننا؟ فقال أبوبكر: الزم غرزه فاني أشهد انه رسول الله فقال عمر: انا أشهد انه رسول الله ثم غلب عليه ما يجد حتى أتى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال له مثل ما قال لأبي بكر وأجابه النبي صلی الله علیه و آله و سلم كما أجابه أبوبكر رحمة الله عليه حتى قال: انا عبدالله ورسوله لن اخالف أمره ولن يضيّعني قال وكان عمر يقول فما زلت اصوم واتصدق واعتق واصلي من الذي صنعت يومئذٍ مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت ان يكون خيرا»[58].
«وكاعتراضه عليه صلی الله علیه و آله و سلم حين صلى على عبدالله بن أبي قال عمر فتحولت حتى قمت في صدره وقلت يا رسول الله أتصلي على هذا وقد قال يوم كذا كذا وكذا يعدّ أيامه حتى قال تأخّر عني يا عمر اني خُيّرت فاخترت وصلى عليه، فعجبت لي وجرأتي على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم »[59].
السمـاع:
أبوعمر «عن خوات بن جبير خرجنا حجاجاً مع عمر بن الخطاب فسرنا في ركب فيهم أبوعبيدة بن الجراح وعبدالرحمن ابن عوف فقال القوم غَنِّنا من شعر ضرارٍ فقال عمر دعوا أبا عبدالله فليغن من هنيات فؤاده يعني من شعره قال فما زلت اغنيهم حتى كان السحر فقال عمر ارفع لسانك فقد اسحرنا»[60].
در روضة الاحباب مذکور است از جابر بن عبدالله که امیرالمؤمن عمر شبی گذر کرد بخیمه از آنجا صدای حزین میآمد:
عـلي
محمـد صـلاة الابــرار |
|
صلى
عليه الـمصطفون الاخيار |
قد
كنت قواماً ابكار
الاسحار |
|
يا
ليت شعري والـمنايا اطـوار |
هـل يـجمعـني وحـبي الدار |
گریه بر امیرالمؤمنین غلبه کرد با آواز بلند بگریست و مکرر از گوینده آن را طلب کرد و مکرر رقت نمود باز گفت عمر را در این ابیات درج نما گفت: وعمر فاغفرله يا غفار[61].
[1]-
[2]-
[3]-
[4]-
[5]-
[6]-
[7]-
[8]-
[9]-
[10]-
[11]-
[12]-
[13]- ترجمه ابیات: از همه آن چیزهای که میبینی بشاشت هیچ چیز باقی نمیماند، تنها معبود (الله متعال) باقی میماند و مال و اولاد همه در خاک میشوند (هلاک میگردند)، مال و خزانهی هرمز در آن روز (روز مرگ) فایدهای برای او نرساند، و قوم عاد قصد کردند که همیشه بمانند اما این آرزوی شان بر آورده نشد، و نه سلیمان باقی ماند در حالی که بادها به فرمان او حرکت میکردند، و انسانها و جنیات در بین آن باد در حرکت بودند، کجا است آن پادشاههای که به سبب عزت ایشان از هر طرف مردم بسوی آنها میآمدند؟، حوضی است در آنجا که هرکس بدون استثناء در آن در میآیند، حتما یک روزی باید به آن داخل شد مثلی که گذشتهها داخل شدند.
[14]-
[15]-
[16]-
[17]-
[18]-
[19]-
[20]-
[21]-
[22]-
[23]-
[24]-
[25]-
[26]-
[27]-
[28]-
[29]-
[30]-
[31]-
[32]- نام قریهای در وادی تبوک، معنای لفظی آن خوشهی انگور است.
[33]-
[34]-
[35]-
[36]-
[37]-
[38]-
[39]-
[40]-
[41]-
[42]-
[43]-
[44]-
[45]-
[46]-
[47]-
[48]-
[49]- این صحابی بزرگ در غزوهی رجیع به مرتبه عالی شهادت نائل آمد.
[50]-
[51]-
[52]-
[53]-
[54]-
[55]-
[56]- این روایت در بخش خوف آخرت همین مبحث (فصل پنجم) گذشت.
[57]-
[58]-
[59]-
[60]-
[61]-
هیچ نظری موجود نیست:
ارسال یک نظر